متبل الشمندر
تلك الخضار الكبيرة الحجم والحمراء جدا ذات الرائحة النفاذة والنكهة الترابية. انها كالمارمايت، إما أن تحبوها أو تكرهوها. عندما كنت صغيرة في سن المراهقة اتذكر بأنني كنت أكره الشمندر ولكن عندما كبرت أصبحت مولعة بهذا النوع من الخضار لأنني تعرفت على كل فوائده. هذه الخضار ليست جديدة على مائدتنا، إنها قديمة كقدم الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية والتي تظهر في العديد من كتب الطبخ القديمة التي أحب قراءتها مثل طعم روما القديمة. هل تعلمون بأن الخضار أو الفاكهة الداكنة صحية أكثر !!! يعتبر الشمندر من الخضروات الرائعة، لأنها مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن. يساعد الحامض الأميني البيتين الموجود في الشمندر على التخلص من السموم الموجودة في كبدنا وينظم ضغط الدم. أنا أتأكد من أنني أشرب جرعة صغيرة من عصير الشمندر مع الزنجبيل كل يوم، مما يعطيني طاقة كبيرة لمواصلة العمل اليومي. أتذكر قصة جميلة أخبرتني أمي عن طفولتها، والتي أود أن أشاركها معكم والتي تعود إلى الأربعينات عندما كانت طفلة. في ذلك الوقت ، لم يتطلب ترفيه الأطفال أي جهد حيث وجدوا المتعة والسرور في أبسط أعمال الحياة. كان جد والدتي تاجر مخللات دمشقي مشهور وكان يضع المخللات في براميل كبيرة ثم يقوم بتصديرها إلى العديد من الدول المجاورة. اعتادت أمي أن تقضي الصيف مع جميع أولاد أخوالها البالغ عددهم عشرين أو نحو ذلك في ورشته في غسل وتقشير وتقطيع الشمندر لإضافته إلى اللفت المخلل (الذي نحبه مع الفلافل) من أجل إعطاء هذه اللفت الأبيض الباهت اللون الوردي الداكن اللطيف. واعتادت والدتي أن تكون لها منافسات مع أبناء و بنات أخوالها من أياديهم ستحافظ على التصبغات الداكنة لمدة اطول، ولا يهم ما إذا كان التصبغ قد وجد طريقه إلى شفاههم كما أحمر الشفاه. كانوا يلهون وفي الوقت نفسه كانوا يساعدون الجد.
وأنا على يقين من أن العديد منكم يتساءل الآن، لماذا تصبح أيدينا وغيرها من الأطعمة حمراء عندما تلامس الشمندر. ويرجع السبب في ذلك إلى أصباغ البيتين والتي تكون قابلة للذوبان في الماء والتي ينتج عنها التصبغ. كانوا يلهون، وفي الوقت نفسه كانوا يساعدون الجد. عندما يتعلق الأمر بالطعام ، تبدأ غريزيتي الفضوليّة، وأبدأ بالبحث عن أسباب وخاصة عندما يتعلق الأمر بالسؤال الكبير "لماذا"؟ بالتفكير في طعام بلادنا، لماذا يتم إضافة عنصر حامض مثل عصير الليمون أو الخل إلى الشمندر في كل وصفة تقريبًا؟ عند البحث عن هذا، وجدت أن عنصر الحمض يساعد في عملية امتصاص الجسم للحديد الموجود في الشمندر. أتساءل أحياناً ... هل عرف أسلافنا ذلك قبل كل هذا العلم المتقدم، أم كان تزاوجا من النكهات بالنسبة لهم !!!!
من السهل جداً إعداد مغمس الشمندر وعلى الرغم من كونه من المقبلات ومتأصل في مطبخ بلاد الشام فانه احتضن بشكل جيد في نمط الغذاء الصحي الغربي الجديدة.
:المكونات:
٥٠٠ غ شمندر مطبوخ
ملعقة صغيرة ملح
ثلاث ملاعق كبيرة طحينة
نصف كوب لبن
ربع كوب عصير ليمون
:الطريقة:
· يقشر الشمندر المسلوق ويقطع إلى مكعبات صغيرة.
· توضع مكعبات الشمندر في الخلاط على السرعة العالية مع باقي المكونات وتخلط حتى تصل إلى ملمس ناعم.
· نتذوق المغمس ونضبط الملح والحموضة حسب الذوق.
· يقدم مع خبز البيتا المحمص الطازج أوالبيتا المحمص بالكمون. يرش بزيت الزيتون البكر الممتاز إذا رغبتم في ذلك.
· يمكن إضافة الجوز ليعطي قرمشة إضافية إذا رغبتم في ذلك.
:ارشادات:
· يمكنكم شوي أو طهي الشمندر بالبخار من أجل الحفاظ على جميع العناصر الغذائية.
· يمكنك اتباع نفس الوصفة باستخدام اليقطين على البخار.
· إذا كان المغمس طري جدا فما عليكم سوى إضافة ملعقة كبيرة أخرى من الطحينة ، وهذا سيجعله اسمك.
:الوحدات الحرارية لكل حصة:
٥٧١ حريرة؛ ٢٥ غ دهون (٣٦،٩ بالمائة حريرة من الدهون)؛٢٣ غ بروتين؛ ٧٤ غ كربوهيدرات؛ ١٤ غ ألياف غذائية؛ ٢ ملغ كوليسترول ؛ ٢٦٦٣ ملغ صوديوم.